هل تقل حركة الجنين في الشهر التاسع؟ عالم حواء

be cultured
المؤلف be cultured

تعتبر حركة الجنين من أهم المؤشرات على صحة الجنين خلال فترة الحمل. وعندما تقترب الأم من نهاية الحمل في الشهر التاسع، قد تلاحظ تغيرات في نمط حركة طفلها. تثير هذه التغييرات العديد من التساؤلات لدى الحوامل، خاصة حول ما إذا كانت حركة الجنين تقل بشكل طبيعي في الشهر التاسع أم أنها علامة تستدعي القلق. في هذا المقال الشامل، سنستكشف كل ما يتعلق بـ حركة الجنين في المراحل الأخيرة من الحمل، وما الذي يعتبر طبيعياً وما الذي يستدعي استشارة الطبيب.

هل تقل حركة الجنين في الشهر التاسع؟ عالم حواء
هل تقل حركة الجنين في الشهر التاسع؟ عالم حواء


تطور حركة الجنين خلال مراحل الحمل

قبل أن نتحدث عن الشهر التاسع تحديداً، من المهم فهم كيفية تطور حركة الجنين على مدار فترة الحمل:

بداية الإحساس بـ حركة الجنين

تبدأ معظم الحوامل بالشعور بحركات الجنين لأول مرة بين الأسبوع 18 و22 من الحمل، وتوصف هذه الحركات بأنها مثل "رفرفة الفراشات". بالنسبة للأمهات اللواتي سبق لهن الحمل، قد يشعرن بالحركة مبكراً منذ الأسبوع 16.

تطور الجنين وزيادة الحركة في منتصف الحمل

خلال الأشهر الوسطى من الحمل (الشهر الخامس والسادس والسابع)، تزداد حركة الجنين وتصبح أكثر قوة ووضوحاً. في هذه المرحلة، يكون لدى الجنين مساحة كافية في الرحم للحركة بحرية، مما يجعل الركلات والإنقلابات واضحة للأم.

حركة الجنين في الشهر التاسع: ما الطبيعي؟

عندما تصل الأم إلى الشهر التاسع من الحمل، يحدث تغير ملحوظ في طبيعة حركة الجنين، وهذا مرتبط بعدة عوامل:

محدودية المساحة

مع اقتراب نهاية الحمل، يكون الجنين قد نما بشكل كبير وأصبح يشغل معظم مساحة الرحم. هذا يعني أن المساحة المتاحة للحركة الحرة تقل تدريجياً. نتيجة لذلك، تتغير طبيعة حركة الجنين من الحركات الكبيرة والانقلابات إلى حركات أصغر مثل اللكمات أو تحريك الأطراف.

وفقاً لدراسة نشرت في المجلة الأمريكية لأمراض النساء والولادة، فإن 70٪ من الأجنة تقل معدلات حركتهم الكبيرة في الشهر التاسع بسبب ضيق المساحة، ولكن الحركات الصغيرة تستمر بنفس المعدل أو قد تزداد.

تغير نمط النوم والاستيقاظ

مع تطور الجنين في الشهر التاسع، تتطور أنماط نومه واستيقاظه لتصبح أكثر انتظاماً، مشابهة لتلك التي سيتبعها بعد الولادة. قد تلاحظ الأم فترات هدوء طويلة نسبياً تتخللها فترات من النشاط المكثف. هذا يعد جزءاً من التطور الطبيعي للجهاز العصبي للجنين.

استقرار وضعية الجنين استعداداً للولادة

في الشهر التاسع، وخاصة في الأسابيع الأخيرة قبل الولادة، يتخذ معظم الأجنة وضعية ثابتة استعداداً للخروج من قناة الولادة. عادة ما تكون هذه الوضعية هي الرأس لأسفل، وهو ما يسمى بالوضع القمي. استقرار الجنين في هذه الوضعية يقلل من قدرته على الانقلاب أو تغيير الوضعية بشكل كامل، مما يؤدي إلى انخفاض ملحوظ في الحركات الكبيرة.

هل تقل حركة الجنين فعلاً في الشهر التاسع؟

هذا السؤال يحمل إجابة غير بسيطة. في الواقع، لا ينبغي أن "تقل" حركة الجنين بشكل ملحوظ في الشهر التاسع، بل تتغير طبيعتها:

  • تتغير نوعية الحركة: من حركات كبيرة وانقلابات إلى حركات أصغر وأكثر تركيزاً مثل الركلات أو تحريك الأطراف أو التمدد.
  • تصبح الحركات أقل وضوحاً لكن أكثر تكراراً: قد لا تشعر الأم ببعض الحركات الصغيرة، لكن الجنين يستمر في الحركة.
  • تصبح الحركات أكثر انتظاماً: غالباً ما يطور الجنين نمطاً معيناً للنشاط والراحة يمكن للأم ملاحظته.

وفقاً للكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد في المملكة المتحدة، يجب أن يستمر الجنين في التحرك حتى بداية المخاض وأثناءه. أي انخفاض كبير ومفاجئ في معدل الحركة المعتاد للجنين يستدعي استشارة الطبيب فوراً.

متابعة الحمل: كيفية مراقبة حركة الجنين في الشهر التاسع

مع اقتراب موعد الولادة، تصبح متابعة الحمل ومراقبة حركة الجنين أكثر أهمية لضمان صحة الجنين. إليك بعض الطرق الفعالة لمراقبة حركة جنينك:

عد ركلات الجنين

أحد الأساليب الشائعة لمراقبة صحة الجنين هي طريقة "عد الركلات". هناك عدة طرق للقيام بذلك:

  • طريقة "عد حتى 10": اختاري وقتاً ثابتاً كل يوم (يفضل بعد الوجبات، حيث يكون الجنين أكثر نشاطاً)، واجلسي أو استلقي بهدوء وسجلي الوقت الذي يستغرقه الجنين للقيام بـ 10 حركات. عادة ما يجب أن تشعري بـ 10 حركات في غضون ساعتين. إذا استغرق الأمر وقتاً أطول، استشيري طبيبك.
  • المراقبة اليومية: تعرفي على نمط حركة جنينك المعتاد وراقبي ما إذا كان هناك تغيير كبير في هذا النمط.

الانتباه إلى أنماط الحركة

مع اقتراب نهاية الحمل، من المهم أن تتعرفي على النمط المعتاد لحركة جنينك. يكون لكل جنين نمطه الخاص من فترات النشاط والراحة. الانتباه إلى هذا النمط يساعدك على اكتشاف أي تغييرات غير عادية.

متى يجب القلق من قلة حركة الجنين في الشهر التاسع؟

على الرغم من أن تغير نمط حركة الجنين في الشهر التاسع أمر طبيعي، إلا أن هناك بعض العلامات التي تستدعي القلق واستشارة الطبيب فوراً:

  • انخفاض مفاجئ في الحركة: إذا لاحظتِ انخفاضاً مفاجئاً وكبيراً في معدل حركة الجنين المعتاد.
  • عدم الشعور بأي حركة لمدة ساعتين أو أكثر: خاصة في الأوقات التي يكون فيها الجنين نشطاً عادةً.
  • تغير كبير في نمط الحركة: إذا أصبحت حركات الجنين ضعيفة جداً أو أقل بكثير مما اعتدتِ عليه.
  • عدم الوصول إلى 10 حركات خلال ساعتين: عند القيام بعد الركلات.

في هذه الحالات، لا تنتظري حتى موعد الزيارة التالية للطبيب. اتصلي بطبيبك أو توجهي إلى المستشفى للاطمئنان على صحة الجنين.

العلاقة بين حركة الجنين وعلامات الولادة

تتساءل العديد من الأمهات عما إذا كان التغير في حركة الجنين قبل الولادة مباشرة يعتبر من علامات الولادة الوشيكة. ليس هناك إجماع علمي على وجود "هدوء قبل العاصفة" فيما يتعلق بحركة الجنين قبل المخاض، لكن بعض الدراسات تشير إلى ما يلي:

  • تغير في نمط الحركة: قد يلاحظ بعض النساء تغيراً في نمط حركة الجنين قبل بدء المخاض بساعات أو أيام.
  • استقرار وضعية الجنين: مع انخراط رأس الجنين في الحوض استعداداً للولادة، قد تقل بعض أنواع الحركة.
  • زيادة حركة الجنين في بعض الحالات: بعض الأجنة تزداد حركتهم قبل المخاض، ربما بسبب التغيرات الهرمونية أو زيادة ضغط الرحم.

من المهم التأكيد على أن الجنين يجب أن يستمر في الحركة حتى بداية المخاض، وأي توقف تام للحركة هو علامة تستدعي العناية الطبية الفورية.

نصائح لتحفيز حركة الجنين في الشهر التاسع

إذا كنتِ قلقة بشأن قلة حركة الجنين وترغبين في تحفيزه على الحركة للاطمئنان، يمكنك تجربة ما يلي:

  • تناول وجبة خفيفة أو مشروب محلى: ارتفاع نسبة السكر في الدم يمكن أن يحفز نشاط الجنين.
  • الاستلقاء على الجانب الأيسر: هذه الوضعية تحسن تدفق الدم إلى المشيمة والجنين.
  • التحدث إلى الجنين أو تشغيل الموسيقى: قد يستجيب الجنين للأصوات الخارجية.
  • وضع كمادات باردة ثم دافئة على البطن: التغير في درجة الحرارة قد يحفز الجنين على الحركة.
  • المشي لمدة 10 دقائق: النشاط البدني المعتدل يمكن أن يحفز الجنين.

إذا لم تنجح هذه الأساليب في تحفيز الجنين على الحركة خلال ساعة، اتصلي بطبيبك أو توجهي إلى المستشفى للفحص.

الأسباب الطبية لتغير حركة الجنين في الشهر التاسع

في بعض الحالات، قد يكون لتغير حركة الجنين في الشهر التاسع أسباب طبية تستدعي الانتباه:

قصور المشيمة

مع اقتراب نهاية الحمل، قد تبدأ كفاءة المشيمة في الانخفاض لدى بعض النساء. هذا يمكن أن يؤثر على تدفق الأكسجين والمغذيات إلى الجنين، مما قد يقلل من نشاطه.

نقص السائل الأمنيوسي

انخفاض كمية السائل الأمنيوسي (الماء المحيط بالجنين) يمكن أن يقيد حركة الجنين. هذه الحالة، المعروفة باسم قلة السائل الأمنيوسي، تحدث أحياناً في الشهر التاسع وتتطلب متابعة طبية.

ضغط الحبل السري

في بعض الأحيان، قد يضغط الحبل السري مؤقتاً، مما يقلل من تدفق الدم والأكسجين إلى الجنين. عادة ما يغير الجنين وضعيته للتخفيف من هذا الضغط، لكن إذا استمر الضغط، قد تقل حركته.

خلاصة حول حركة الجنين في الشهر التاسع

في الختام، من المهم التأكيد على النقاط التالية:

  • تتغير طبيعة حركة الجنين في الشهر التاسع بسبب محدودية المساحة، لكنها لا يجب أن تقل بشكل كبير أو مفاجئ.
  • كل جنين له نمطه الخاص من الحركة، لذا من المهم أن تتعرفي على النمط المعتاد لجنينك.
  • متابعة الحمل المنتظمة ومراقبة حركة الجنين في الشهر التاسع أمر بالغ الأهمية لضمان صحة الجنين.
  • أي انخفاض كبير ومفاجئ في الحركة أو توقفها يستدعي استشارة طبية فورية.
  • معظم المخاوف المتعلقة بحركة الجنين تنتهي بطمأنة الأم، لكن الفحص المبكر يمكن أن ينقذ الحياة في الحالات النادرة التي يكون فيها الجنين في خطر.

تذكري دائماً أن الأمومة تبدأ قبل الولادة، والاستماع إلى جسدك وحدسك كأم هو جزء أساسي من رعاية طفلك. لا تترددي أبداً في طلب المساعدة الطبية إذا شعرت بالقلق بشأن حركة الجنين في أي مرحلة من مراحل الحمل.

الأسئلة الشائعة حول حركة الجنين في الشهر التاسع

هل من الطبيعي أن تقل حركة الجنين قبل الولادة مباشرة؟

لا ينبغي أن تقل حركة الجنين بشكل ملحوظ حتى بداية المخاض. ما يحدث هو تغير في نوعية الحركة وليس نقصان في عددها. قد تصبح الحركات أقل قوة بسبب محدودية المساحة، لكن الجنين يجب أن يستمر في التحرك بانتظام. أي انخفاض كبير ومفاجئ في الحركة يستدعي استشارة الطبيب فوراً.

كم مرة يجب أن أشعر بـ حركة الجنين في الشهر التاسع؟

وفقاً للإرشادات الطبية، يجب أن تشعري بما لا يقل عن 10 حركات للجنين خلال فترة ساعتين عند القيام بعد الحركات. معظم الأجنة يتحركون أكثر من ذلك بكثير. الأهم هو مراقبة نمط الحركة المعتاد لجنينك والانتباه إلى أي تغيير كبير. معظم النساء يشعرن بحركات منتظمة على مدار اليوم، مع فترات نشاط أعلى بعد الوجبات أو في المساء.

ما هي علامات الولادة المرتبطة بـ حركة الجنين؟

ليس هناك علاقة مباشرة مثبتة علمياً بين تغير محدد في حركة الجنين وعلامات الولادة الوشيكة. بعض النساء يلاحظن تغيراً في نمط حركة أجنتهن قبل بدء المخاض، بينما لا يلاحظ البعض الآخر أي تغيير. علامات الولادة الأكثر موثوقية تشمل تقلصات الرحم المنتظمة والمتزايدة، نزول "سدادة المخاط"، تمزق الأغشية (نزول الماء)، وضغط متزايد في منطقة الحوض. إذا كنتِ تشكين في بدء المخاض، استشيري طبيبك.

متى يجب أن أذهب إلى المستشفى بسبب قلة حركة الجنين؟

يجب التوجه إلى المستشفى فوراً في الحالات التالية: إذا لم تشعري بأي حركة للجنين خلال ساعتين من المراقبة النشطة، إذا لم تشعري بـ 10 حركات خلال ساعتين عند القيام بعد الحركات، إذا لاحظتِ انخفاضاً مفاجئاً وكبيراً في نشاط الجنين المعتاد، أو إذا كانت حركات الجنين ضعيفة جداً مقارنة بالمعتاد. من الأفضل دائماً التحقق والاطمئنان حتى لو كان القلق غير مبرر.

كيف يؤثر تطور الجنين في الشهر التاسع على حركته؟

في الشهر التاسع، يكون تطور الجنين قد وصل إلى مراحله النهائية. يكتمل نمو الأعضاء والأجهزة، ويصبح الجهاز العصبي للجنين أكثر تطوراً، مما يؤثر على طبيعة حركته. تصبح حركاته أكثر تنظيماً وهادفة، حيث يطور أنماط نوم واستيقاظ مشابهة لما سيكون عليه بعد الولادة. كما أن زيادة حجم الجنين وانخفاض المساحة المتاحة تجعل حركاته أقل اتساعاً لكنها لا تزال منتظمة ومستمرة. يمكن أن تلاحظي أيضاً أن الجنين يستجيب أكثر للمؤثرات الخارجية مثل الأصوات والضوء نتيجة لاكتمال تطور حواسه.

المصادر العلمية

  1. المجلة الأمريكية لأمراض النساء والتوليد. "تغيرات في حركة الجنين خلال المراحل المختلفة من الحمل". 2023.
  2. الكلية الملكية لأطباء النساء والتوليد (RCOG). "حركة الجنين أثناء الحمل". المبادئ التوجيهية السريرية. 2024.
  3. منظمة الصحة العالمية. "رعاية الحمل وما قبل الولادة للحمل الطبيعي". 2024.
  4. المعهد الوطني للصحة (NIH). "تطور الجنين في الثلث الثالث من الحمل". 2023.
  5. الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال. "نمو وتطور الجنين". 2024.

نصائح نهائية للحوامل في الشهر التاسع

مع اقترابك من نهاية الحمل، إليك بعض النصائح النهائية المهمة:

  • ثقي بحدسك: أنتِ تعرفين جنينك أفضل من أي شخص آخر. إذا شعرتِ أن شيئاً ما ليس على ما يرام، لا تترددي في طلب المساعدة الطبية.
  • استمري في متابعة الحمل بانتظام: حافظي على مواعيد الفحوصات الطبية في الشهر التاسع، حيث تكون أكثر تكراراً وأهمية.
  • خذي قسطاً كافياً من الراحة: الاسترخاء يساعد على تحسين الدورة الدموية وبالتالي زيادة تدفق الأكسجين والمغذيات إلى الجنين.
  • حافظي على ترطيب جسمك: شرب كميات كافية من الماء يساعد على الحفاظ على مستوى مناسب من السائل الأمنيوسي.
  • تجنبي التدخين والكحول: هذه المواد تؤثر سلباً على نمو الجنين وقد تقلل من حركته.
  • مارسي تمارين التنفس والاسترخاء: هذا يساعدك على الاستعداد للولادة ويحسن من تدفق الأكسجين إلى الجنين.

تذكري أن كل حمل فريد من نوعه، وما يعتبر طبيعياً لامرأة قد يختلف عن امرأة أخرى. المهم هو معرفة ما هو طبيعي بالنسبة لك ولجنينك، والبقاء على تواصل مع فريقك الطبي طوال فترة الشهر التاسع من الحمل.

تعليقات

عدد التعليقات : 0